الذكاء الاصطناعي يدخل المطبخ ويطهو الطعام :
استمرت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بتسجيل طفرات كبيرة في الأعوام العشر الأخيرة، حيث تسابق العلماء وشركات الإنتاج نحو تحقيق مزيد من الابتكارات لتستمر هذه التكنولوجيا في البقاء في الصدارة وخطف الأنظار في قطاعات عديدة جداً أهمها القطاع الطبي والعسكري وحتى في مجال الطبخ.
أجل!! فهذه بشرى سارة لمن لا يحبون الطبخ والمطبخ، أو لمن لا يملكون الوقت الكافي للطبخ.
تخيل معنا أنه باستطاعتك ببساطة أن تضغط على زر في هاتفك لتكون وجبتك جاهزة في الوقت المناسب لعودتك للمنزل من العمل، فتجلس دون عناء وتتناولها لتستمع فيما بعد بالراحة.
من أين جاءت فكرة الطباخ الآلي؟
جاءت الفكرة في البداية لعالم الكومبيوتر مارك أوليتك عندما طفح به الكيل من طعام المطاعم وأراد طعاماً صحياً مُعداً في المنزل.
وعمل مارك مع شركة شادو للروبوتات والمسؤولة عن صناعة أيدي الروبوتات لوكالة ناسا على تطوير روبوت طباخ آلي، وقال ريش ووكر الرئيس التنفيذي لشادو روبوت أنهم استطاعوا استنساخ حركات يد الإنسان.
واشتركت شركة مولي للروبوتات وشادو وفريق من جامعة استانفورد في تطوير الخوارزمية المتبعة في الطبخ وإضافة المكونات ودمجها معاً.
كيف أتقن روبوت الطباخ الآلي حركات اليد ؟
أعدت شركة مولي روبوتكس لتطوير الذكاء الاصطناعي في بريطانيا محاكاة عدد من الشيف المحترفين من خلال ارتدائهم لقفازات خاصة وتصويرهم بتقنية تصوير ثلاثي الأبعاد ليتم التقاط وحفظ جميع حركاتهم عند الطبخ، وكان ذلك على جميع الطبخات، وبعدها تمت برمجة الروبوت عليها.
ومن هؤلاء الشيف؛ تيم أندرسون الفائز في مسابقة BBC Master Chef الذي أضاف أول دفعة من الوصفات ومنها طبق سرطان البحر لاختبار قدرات النظام.
“لأكون صريحاً؛ لم أكن أعتقد أن هذا سيكون ممكناً” هذا ما قاله أندرسون.
وأضاف : “لقد اخترت حساء السلطعون كطبق تجريبي لأنه يمثل تحدياً حقيقياً أمام الشيف البشري ليجعله على ما يرام، ناهيك عن آلة .. ولكن بعد أن رأيت وتذوقت النتائج بنفسي صُدمت .. إنها بداية شيء هام حقاً، وهي فرصة جديدة لإنتاج طعام جيد للناس ولاستكشاف مطابخ العالم .. حقاً إنه أمر مثير للغاية”.
آلية عمل روبوت الطباخ الآلي :
يتألف الطباخ الآلي من ذراعين آليين حجمهما بحجم يدي الإنسان، وهي مزودة بـ129 جهاز استشعار و24 مفصلاً و20 محركاً، إضافة لاحتواء مطبخه على فرن ومنضدة وشاشة لمس ليتفاعل معها المستخدم.
وقد عملت شركة مولي على توفير تطبيقها علىIOS لكي يستطيع المالك اختيار وجباته من وصفات جاهزة، كما يستطيع تحضير طعامه وهو في العمل باستخدام هذا التطبيق.
ميزات روبوت الطباخ الآلي :
- دقيق جداً بالوقت اللازم لطهي.
- مطبخه بسيط وقليل التعقيدات.
- شديد الدقة في حساب كميات المواد الغذائية المستعملة في الطبخ وخاصة لمن يعتمد على الطعام الصحي.
- غير مبذر نهائياً.
أول روبوت طباخ آلي أبصر النور في سوق العمل :
لقد دخل الإنسان الآلي بقوة في عام 2018 إلى المطابخ والمطاعم، وظهر أول طباخ آلي من نوعه في الولايات المتحدة الأميركية، وقد أطلق عليه اسم (فليبي)، وكان يتمتع بقدرات عالية أهمها :
- يصنع 300 برغر يومياً.
- يمتاز بقدرته على التعامل مع البشر بعد تعليمه بعناية فائقة كيفية التصرف.
- يعمل طيلة الأسبوع دون الحاجة إلى راحة أو عطلة نهاية أسبوع.
- ذو إنتاج عالٍ ومنتظم.
- يخفف الازدحام اليومي للزبائن.
بالإضافة إلى ذلك، قد يكون جائزاً في المستقبل تعديله وصفات الطعام بناء على الوقت المتاح وقائمة المواد الغذائية والسعرات الحرارية المفضلة ونوع التغذية، بل وقد يتمكن من تعديل المعدات التي يراد صاحب الطباخ الآلي استخدامها عند إعداد طعام.
روبوت الطباخ الآلي في سنغافورة :
صممت شركة سنغافورية روبوتاً أطلق عليه مصنعوه اسم (صوفي)، يمكنه تحضير طبق شهير في هذا البلد اسمه “لاسكا” خلال 45 ثانية فقط، حيث يقوم بما يلي :
- يسلق النودلز أولاً.
- ثم يضيف إليها القريدس المطبوخ مسبقاً وحساء جوز الهند الحار بدقة كبيرة وبمعدل 80 وعاء في الساعة.
وقد قال بول يونغ؛ وهو ضيف حضر احتفال إطلاق الروبوت صوفي الذي أشرفت عليه أورانج كلوف المطورة للجهاز مع شركة هندسية محلية؛ قال:
“حقاً إنه ممتاز!! وأود أن أقول إنه لا يوجد فرق بين الطبق الذي حضّره الروبوت والأطباق التي يحضّرها البشر”.
الإمارات العربية المتحدة سباقة عربياً في تصميم روبوت الطباخ الآلي :
كما هي العادة في الوطن العربي؛ كانت الإمارات العربية المتحدة هي السباقة في المجالات التقنية والتكنولوجية، ففي أسبوع جيتكس للتقنية 2019 الذي أقيم في مركز دبي التجاري المالي عرضت الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات لزوار منصتها (الشيف الذكي) الذي يحاكي دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى عالم الطهي في المستقبل.
وهو روبوت يقوم بتحضير عدد من الأطباق بحرفية عالية، حيث يمكن لهذا الروبوت ذي الأذرع الثلاث، تحضير وجبات الفطور والغداء والعشاء حسب رغبة المستخدم.
كما استمتع الزوار بتناول القهوة التي يقدمها الروبوت، وما كان عليهم سوى تحديد نوع القهوة ليقوم الروبوت بتحضيرها.
كذلك قدمت الروبوتات التي تأتي في إطار استشراف المستقبل عروضاً في جيتكس حول قدرتها العالية على نقل الأطعمة من الأماكن المخصصة لها، ووضعها في الصحون وتقديمها للضيوف.
كما وكان بإمكانها أن تنفذ أوامر الشخص في تشغيل آلة إعداد القوة عبر وضع كوب فيها، ثم الضغط على نوع القهوة المطلوبة، ثم تسليم الكوب لصاحبه.
إذاَ ..
ربما حان الوقت لأن يقوم الإنسان بالمهمات الخلاقة ويترك الأعمال المملة للآلة.
وما علينا الآن سوى الانتظار لنرى إن كان سينجح الطباخ الآلي في تحضير المنسف والتبولة في المستقبل القريب.