متى ظهرت السيارات ذاتية القيادة أول مرة؟
هل أنت من متابعي مسلسل نايت رايدر الشهير بالسيارة العجيبة؟
أياً كان جوابك، تعال معي كي نترك أيام الثمانينات والخيال العملي، ولنقرأ بالحقائق والوقائع العلمية في يومنا هذا عن السيارات ذاتية القيادة، والتي من المتوقع أن تتفوق على البشر خلال عقد من الزمن، وتحديداً بحلول عام 2029 حسب آخر الدراسات الحديثة.
وبحسب ويكيبيديا؛ فإن أول سيارة ذاتية القيادة حقيقية ظهرت في ثمانينيات ذلك القرن من خلال مختبرات نافلاب التابعة لجامعة كارنيغي ميلون في عام 1984، ومشروع مرسيدس بنز وجامعة بندسويهر في ميونيخ بألمانيا سنة 1987.
لكن حتى فبراير 2017 فإن تلك المركبات المصرح لها بالسير في الطرقات العامة ليست ذاتية القيادة تماماً، فتصنيع واستخدام هذه المركبات أمامه عقبات وتحديات تقنية عديدة.
أين أصبحت هذه السيارات؟
نشرت مجلة فوربس الأميركية تقريراً ذكرت فيه أنه من المنتظر أن تكتسح التكنولوجيا الجديدة الطرقات وتنتشر في مجالات عديدة كخدمات التاكسي والشاحنات الثقيلة.
ومن المتوقع بحسب المجلة أن الشركة التي ستقوم برحلة كاملة ناجحة بدون أي مساعدة بشرية
ستحقق الشهرة والمجد في ظل احتدام المنافسة الشرسة بين كبرى الشركات العالمية العاملة في هذا المجال
و تأمل بعض الشركات أت تكون قادرة في عام 2020 على تصنيع سيارات بمستوى التطور الخامس (وهو المستوى الأعلى)
والذي يتمثل في السيارات ذاتية القيادة بالكامل والقادرة على التحرك واتخاذ القرارات بشكل تلقائي دون تدخل بشري من أي نوع على كافة الطرقات وبمختلف الأوضاع والأجواء.
السيارات ذاتية القيادة في الإمارات العربية المتحدة :
تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل دول العالم التي تبنت تكنولوجيا السيارات الذكية التي تعمل بمحركات تستمد قوتها من الطاقة الكهربائية
والمحركات الهجينة والخلايا الهيدروجينية، وصولاً إلى السيارات التي تعمل بنظام القيادة الذاتية.
وحسب مؤشر (KMPG) احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى عالمياً في إجراءات جودة الطرق والبنية التحتية التقنية، وحصلت على المركز الثاني في التغيرات الحكومية الشاملة لجاهزية القيادة الذاتية.
وحديثاً، أطلقت هيئة الطرق والمواصلات في دبي سيارة أجرة ذاتية القيادة في شوارع دبي
وتعتبر هذه المبادرة هي الأولى من نوعها عربياً، وقد طورتها شركة
(DGWorld) الإمارتية بالشراكة مع واحة دبي للسيليكون، وتصل سرعة هذه السيارة الى 35كم في الساعة
وتتسع لأربعة ركاب منهم سائق احتياطي يستعان به عند حصول أي خطأ تقني.
تقرأ المركبة محيطها والمسارات وترصد اللوحات الإرشادية، وهي ذاتية القيادة للنقل الجماعي في منطقة دبي لاند – شارع القدرة،
لتحقيق ما تصبو إليه حكومة دبي بتحويل 25% من النقل الجماعي إلى المواصلات ذاتية القيادة بحلول العام 2030.
هذا التطور الكبير في عالم السيارات ذاتية القيادة رافقه جهود مبذولة من قبل حكومة دبي
التي أنجزت ما يقارب 23% من الأنظمة المرورية الداعمة لهذه التكنولوجيا، سعياً منها لأن تكون دبي المدينة الأذكى عالمياً.
وأُزيح الستار في معرض جيتكس 2019 في دبي عن أول سيارة جيومكانية ذاتية القيادة وقادرة على تسجيل بيانات الطرق
وتضم هذه السيارة نظامين؛ الأول هو نظام ذاتي القيادة، والثاني هو نظام العين المتحركة (كاميرا جيومكاني).
ما هو نظام العين المتحركة (كاميرا جيومكاني)؟
هو عبارة عن نظام يقوم بتجميع جميع البيانات والمعالم من أبنية وطرق وحتى الأشجار في المدينة وتحويلها إلى الخارطة بطريقة آلية
دون التدخل البشري، ويتم هذا الأمر عبر نظام العين المتحركة باستخدام الذكاء الاصطناعي وتكنولوجية تعليم الآلة.
تم تجميع هذه التقنية من قبل فريق عمل مختص ببلدية دبي
وهي اليوم واحدة من أحدث الأنظمة التقنية العالمية التي كشف عنها مركز نظم المعلومات الجغرافية تحت مبادرة جيو دبي.
وتأتي هذه السيارة من نوع BMW 2 Series Gran Coupe،
وتعد إضافة ثورية في عالم تجميع البيانات، كما يتوقع إدراجها في شوارع دبي في أقرب وقت حتى تكتمل معايير السلامة والأمان.
وأشارت السيدة مريم المهيري مدير إدارة نظم المعلومات الجغرافية في بلدية دبي الى أن ملكية السيارة هي لحكومة دبي،
وقد صُممت للاستفادة منها في عمليات المسح الجيومكاني، ولن تستخدم للعامة.
وقالت المهيري: “الفرق في هذه السيارة أنها تتيح عملية مسح الشوارع وتسجيل البيانات أوتوماتيكياً
دون أن يقوم أي موظف بتفريغ البيانات بنفسه، وتوفر السيارة الجيومكانية خرائط تختلف عن خرائط غوغل
حيث تستطيع الوصول لمناطق لا تستطيع الخرائط العادية الوصول إليها لدواع أمنية
كما أنها تتسم بدقة أعلى لأنها تسجل جميع مكونات الطرق على عكس خرائط جوجل”.
وعلى هامش المعرض؛ تم عرض سيارة ذاتية القيادة من شركة Renault تعمل بالكهرباء، وهي عبارة عن سيارة روبوتية مزودة بتقنية القيادة المستقلة من المستوى الرابع، وقادرة على التكيف مع الطرق السريعة والبيئات الحضرية والبنية التحتية للمدن دون تدخل بشري.
نستطيع القول أن الإمارات العربية المتحدة أصبحت اليوم في وضع متميز عالمياً، وقادرة على الإفادة من المزايا الكبيرة للتقنيات التكنولوجية بفضل الدعم الكبير من الحكومة، والاعتماد على السياسات المشجعة للاستثمار في مجال الحلول الذكية التي تشمل السيارات ذاتية القيادة.
-
المصادر :
