أصبح العمل عن بعد الخيار الأكثر مرونة للشركات التي ترغب في الحصول على أفضل المواهب العالمية بأقل التكاليف.
عند حصولك على وظيفة ما في شركة حقيقية، لابد أنك ستقوم بشكل طبيعي بالتوقيع على عدد من القوانين التي تلزمك بأمور مختلفة تجاه قواعد وأخلاقيات العمل.
وكذلك هو الحال عند حصولك على وظيفة عن بعد، فذلك لا يعني أنّ الأمر بسيط كما تعتقد، بل هو جانب يحتوي على قواعد وأخلاقيات دقيقة وصارمة عليك الالتزام بتنفيذها والتقيد بها.
وتعدّ الشركات ملزمة بتحقيق هذه الأخلاقيات وتوضيح قواعدها منذ البداية، كما يعدّ الموظف ملزماً بالتقيد والعمل بها.
قواعد وأخلاقيات العمل عن بعد :
فيما يلي قائمة ببعض القواعد ، والتي يجب على الأنظمة والأفراد معرفتها والالتزام بها.
أولاً : المعدّات :
قد تقوم شركات العمل عن بعد بطلب بعض المعدّات من موظفيها كتوفير جهاز الحاسب، ووجود إنترنت يلبّي احتياجات العمل، ويجب أن يكون هذا واضحاً عند نشر الإعلان.
وفي حال قامت المؤسسة بتسليم الموظف العامل عن بعد أية معدات خارج المكتب، فإنه يتحمل مسؤولية الحفاظ عليها.
ثانياً : الوقت :
على الشركة التي يعمل موظفوها عن بعد أن تقدم جدول عمل واضحاً ودقيقاً يحدد المهام المختلفة وأوقاتها والمواعيد النهائية للتسليم، بينما يتعيّن على الموظف العامل عن بعد التحلي بالمسؤولية وإدارة الوقت بفاعلية كبيرة ومنح الأولوية للوفاء بالمواعيد النهائية في تسليم العمل أو المهمات المختلفة.
ثالثاً : التواصل :
من أكبر التحديّات التي تواجه الموظفين العاملين عن بعد، فبيئات العمل التقليدية توفر بطبيعة الحال تواصلاً عفوياً مع زملاء العمل والمدراء، مما يسهل عملية التواصل ويجعلها مرنة وواضحة، بينما تخلق بيئات العمل الافتراضية في بعض الأحيان سوء فهم وعوائق كثيرة.
كلّ ما عليك فعله هو التالي :
- التأكد من التواصل الفعّال مع زملائك ومرؤوسيك الذين تعمل معهم عن بعد، وذلك من خلال الاتصال أو البريد الإلكتروني أو مجموعات العمل المنشأة على تطبيقات الدردشة.
- أن تكون مبادراً ومتعاوناً وتقدم المساعدة.
- أن تُحَمِّل لغة التواصل المكتوبة جزءاً من دعمك وتعاطفك.
رابعاً : التوفر :
في بيئات العمل عن بعد يجب أن تحدد الشركات سياسة التوفر خلال ساعات محددة بشكل واضح
وضمن جدول عمل يحدد أيام العمل والموقع وساعات العمل المطلوبة أو أن تترك لموظفيها جدولة ساعات العمل بطريقة تناسبه
وفي كلّ الحالات يعدُّ التوافر خلال ساعات العمل المحددة أمراً لا يمكنك التهاون فيه في حال كنت عاملاً حديثاً في هذا المجال.
خامساً : الاستجابة :
على أنظمة العمل عن بعد أن تحدد نوع الاستجابة ووقتها، وأن تكون واضحة في تحديد الوقت المتوقع ليقوم الموظف باستجابة فورية أو عدمها
لأن ذلك سيجنب المدراء والموظفين هدر الوقت الناتج عن تأخر التواصل أو الاستجابة لمتابعة أية مهام طارئة.
سادساً : قياس إنتاجية الموظف :
رغم أن عدداً كبير من الشركات يذهب لقياس نتائج العمل من خلال عدد ساعاته.
إلاّ أنه وبرأي بعض الخبراء فإنّ محاولة قياس الشركة لإنتاجية العامل المعتمدة على النتائج
هي أفضل وأجدى من حساب عدد الساعات. وفي كلّ الحالات يجب على سياسات العمل عن بعد تحديد كيفية قياس إنتاجية الموظف
سواء كان ذلك من خلال عدد المهمات المنجزة أو الردود الإيجابية للعملاء أو من خلال الزمن الذي يمضيه العامل في إنجاز مشروع ما.
سابعاً : الأمن والسريّة :
تعد معايير الأمن والسرية في بيئات العمل التقليدية أمراً مسلماً به، وتعمل عليه المؤسسات من خلال أنظمة دقيقة، ولكن هذا النظام معرضٌ للكثير من المخاطر والمخاوف بمجرد انتقاله خارج جدران الشركة.
ولهذا من الضروري جداً على أصحاب الأعمال توضيح تفاصيل معايير الأمن والسريّة للعاملين معهم عن بعد، مثل:
- إعلام الموظف بضرورة الانتباه في حال كان يجري مكالمة عمل مع أحد العملاء من مقهى عام.
- إعلام الموظف فيما إذا ما كانت الشركة لا تريده أن يعمل متصّلاً بشبكة Wi-Fi عامّة.
ثامناً : الدعم الفني :
إن سياسة دعم التكنولوجيا العامة في المؤسسات واضحة ومتوقعة، ولكن عند العمل عن بعد تطالب الشركة بأن تحدد في سياستها قواعد وأخلاقيات العمل وما تتوقعه من الموظفين البعيدين عند مواجهة مشاكل تقنية كانقطاع الإنترنت أو الكهرباء أو عدم توفر الوصول إلى بعض المواقع المحجوبة وغيرها.
إن هذا النمط الا يختلف كثيراً عن النمط التقليدي للعمل، فهو أيضاً يفترض مجموعة من القيم والأخلاقيات التي لا بد من التزامها لتحقيق الغايات الإنسانية والأهداف المهنية المنشودة.
ويعد انتهاك هذه القواعد والأخلاقيات تصرفاً لا أخلاقياً، وقد تكون له عواقب يتجاوز ضررها الحدود المتخيلة إلى أبعد حد.