أبصرت التجارة الإلكترونية الضوء مع ازدهار تكنولوجيا المعلومات.
وغيرت مفاهيم التجارة التقليدية المعتادة، واتسعت مساحة السوق التجاري لتشمل العالم بأكمله.
ورغم توجه الكثيرين إلى التجارة الإلكترونية لأسباب أهمها :
- تعزيز القدرة التنافسية.
- تشجيع الابتكار.
- خلق فرص عمل متنوعة ومختلفة.
إلا أن البعض لا يزال متمسكاً بالتجارة التقليدية، ربما خوفاً من عدم المصداقية أو بحكم العادة.
ولكننا نتساءل :
ما هي الأسباب التي تجعل الغالبية العظمى يتوجهون نحو التجارة الإلكترونية؟
وما هي الفروقات بين التجارة التقليدية والتجارة الإلكترونية؟
التجارة التقليدية :
هي عبارة عن عملية بيع وشراء المنتجات والخدمات، يتداولها الأفراد والتجار والهيئات والشركات والمؤسسات التجارية، ويرتكز وجودها على أربعة عناصر :
- المنتج.
- السوق.
- الزبائن.
- الدفع.
وهناك أمور يجب أن تُراعى في التجارة التقليدية، ومنها:
- دراسة السوق، ومعرفة احتياجاته، وتحديد الشريحة المستهدفة من الزبائن.
- شراء السلع من مصادرها، وتخليصها جمركياً، ونقلها ودفع تكاليف شحنها.
- تأمين المكان المناسب لتخزين السلع والمكان المناسب لعرضها في السوق.
- ترويج السلع والتسويق لها عبر وسائل الإعلان المختلفة لضمان وصولها إلى العملاء.
- اختيار فريق من موظفي المبيعات وتدريبهم على التعامل مع الزبائن وجذبهم إلى المنتجات.
- إجراء العمليات المحاسبية اللازمة.
التجارة الإلكترونية :
تتشابه التجارة الإلكترونية مع التجارة التقليدية في أن كلتاهما تقومان على عملية التبادل التجاري وبيع السلع، إلا أن الوسائل تختلف بينهما!!
فبينما تعتمد التجارة التقليدية على البيع وجهاً لوجه، تعتمد التجارة الإلكترونية على شبكة الانترنت والأجهزة الإلكترونية والذكية، وتكون عملية البيع إما عبر المواقع الإلكترونية أو البريد الالكتروني أو تطبيقات الموبايل.
أشهر ثلاثة أنواع للتجارة الإلكترونية :
تقسم التجارة الإلكترونية إلى تسع فئات فرعية، سنناقش أشهر ثلاثة منها، وهي :
-
التجارة الإلكترونية بين منشآت الأعمال (B2B):
كقيام شركة ما باستخدام الإنترنت للحصول على طلبياتها من المعلومات أو الخدمات أو المنتجات من شركة أخرى.
وتثبت الإحصائيات أن حوالي 85% من تعاملات التجارة الإلكترونية هي من هذا النوع.
-
التجارة الإلكترونية بين منشآت الأعمال والمستهلك (B2C):
وهنا يقوم أصحاب الأنشطة التجارية بعرض منتجاتهم وخدماتهم على العملاء عبر المتاجر الإلكترونية بدلاً من عرضها في الأسواق التقليدية أو المحلات التجارية.
وقد يكون للمنشأة تواجد فعلي على أرض الواقع مثل شركة أمازون.
-
التجارة الإلكترونية بين منشآت الأعمال والمنظمات الحكومية (B2A) أو (B2G):
يخصص أصحاب العمل المهتمون بهذا النوع من التجارة الإلكترونية خدماتهم لصالح المؤسسات والوكالات الحكومية دون الأفراد.
أو تستخدم الوكالات الحكومية مواقع الويب المركزية للتجارة وتبادل المعلومات مع منظمات الأعمال المختلفة.
وقد يشمل ذلك : (التدابير المالية – الضمان الاجتماعي – الوثائق القانونية وغيرها).
ومثاله اتفاق الحكومات مع المعنيين بإنشاء المنصات الإلكترونية على تنفيذ مواقع خاصة بالوزارات أو مؤسسات الدول.
ومنه أيضاً (Accela) شركة البرمجيات التي تقدم حلولاً برمجية حكومية، ووصولاً عاماً إلى الخدمات الحكومية للتصاريح والتخطيط والترخيص والصحة العامة وغيرها.
ميزات التجارة الإلكترونية عن التجارة التقليدية :
رغم أسبقية التجارة التقليدية، إلا أن التجارة الإلكترونية باتت تكتسح الأسواق وعالم الأعمال لميزات متعددة، ومنها :
- توفر التجارة الإلكترونية سوقاً واسعاً يصل إلى نطاق عالمي يضمن الانتشار السريع والمضمون بتكاليف أقل بكثير من التجارة التقليدية.
- سهولة عمليات البيع والشراء على مدار الـ 24 ساعة.
- تمنح التجارة الإلكترونية التاجر حرية التواصل مع الزبائن والعملاء في أي وقت من الأوقات من خلال وسائلها المتعددة.
- توفر التجارة الإلكترونية سهولة الحصول على التغذية الراجعة من العملاء عن الخدمات والمنتجات المقدمة من خلال منصات تبادل المعلومات والآراء، مما يسهل عملية تطوير العمل وتحسين جودة الخدمات والمنتجات المقدمة من خلال معرفة نقاط الضعف مباشرة من العميل.
- تعتمد التجارة التقليدية على التسويق الشامل، بينما تسمح التجارة الإلكترونية بالتخصيص.
- تتميز التجارة الإلكترونية بقابلية خفض المخزونات عن طريق استعمال عملية السحب.
(في نظام السحب تبدأ العملية بالحصول على طلب تجاري من قبل المستهلك، وتزويده بطلب منه من خلال التصنيع الوقتي المناسب.
كما تسمح عملية السحب بتصنيع المنتج أو الخدمة وفقاً لمتطلبات المشتري مما يعطي الشركة أفضلية تجارية على منافسيها).
الخاتمة :
إن التجارة الإلكترونية واحدة من الأشكال المستحدثة والمكملة للتجارة التقليدية.
وقد أصبحت أحد الأذرع المساهمة في النمو والتطور، لاسيما بعد أن عملت على التالي:
- مواكبة القطاع الاقتصادي والتجاري العالمي.
- إحداث تغيير تام في تقديم الخدمات والمنتجات والعروض الشاملة لكل خيارات التسويق والتسوق.
- عملت مع المجهودات الدولية على فك القيود وإلغاء الحدود لهذا النوع من التجارة.
وبالرغم من أن مصطلح التجارة الإلكترونية هو مصطلح حديث العهد، ساهمت الثورة الصناعية والتطور التكنولوجي الهائل الذي وصلنا إليه اليوم بظهوره.
إلا أنه أحدث نقلة نوعية هائلة في مجال التجارة، وجعلها تتم بسلاسة وسهولة أكبر على جميع المستويات.
وأصبح العالم كله في حالة اتصال وتبادل فكري وثقافي وتجاري، وقادراً إجراء المعاملات التجارية بضغطة زر واحدة دون أي جهد.