لا شك أن الانفجار التكنولوجي الضخم والاستخدام الإلكتروني المتزايد للعملات النقدية، فرض حتمية وجود نظام يحمي عمليات التعامل المالي بمختلف أنواعها، فظهرت المحفظة الإلكترونية نتيجة الحاجة الملحة لاستخدامها وسهولة التعامل بها عبر شبكة الإنترنت وما تقدمه من تسهيلات لعمليات البيع والشراء والتحويلات النقدية على اختلاف أحجامها، لضمان وصولها الأسرع إلى الطرف الآخر.
ما هي المحفظة الإلكترونية؟
المحفظة الإلكترونية هي تطبيق إلكتروني ينظم الحركات المالية، وهي نظام مبني على أساس رقمي للقيام بالتبادلات والمعاملات التجارية الرقمية، تحتوي على جميع بيانات مستخدميها بصيغة مشفرة، وبالتالي يتم تثبيتها على الحاسب الشخصي أو الهاتف الذكي أو على إحدى الأقراص الصلبة أو أي أداة أخرى يمكن عن طريقها حفظ تلك البيانات وربطها بحسابات الأفراد في البنوك، و استخدامها للدفع عن طريق شبكة الإنترنت، ما يتم فيها حماية أموال المستهلك وتوثيق معاملاته التجارية من تبادل أو بيع أو شراء.
تستطيع المحفظة الإلكترونية أن تثبت هوية صاحبها، وهي تتطلب آليات قوية جداً لحماية الخصوصية لأنها تحتوي أموال المستهلك وسجل عملياته التجارية ومعلوماته الخاصة، ولذلك فهي تحتاج إلى بنية تحتية لإدارة الشهادات الرقمية والحصول على الكفاءة والفعالية بشكل آمن وسري.
تكوين المحفظة الرقمية :
- تعتمد طبيعة المحفظة الإلكترونية على مكونين، الأول هو تطبيق برمجي مسؤول عن الأمان (كالشيفرة الخاصة بقفل معلومات المستخدم وعمليات الشراء الفعلية التي يقوم بها) وهو يمنح المستهلك واجهة المستخدم التفاعلية للعمل مع المحفظة، ويسمح بإمكانية إجراء تبادلات تجارية آمنة ومحمية، وبناء على ذلك فهو موجه ليكون تحت تحكم المستهلك، ويدعم معظم مواقع التجارة الإلكترونية.
- أما الثاني فهو سجل أو مخزون للمعلومات، وهو عبارة عن قاعدة بيانات تحتوي على المعلومات المدخلة للمستخدم، وتشمل طرق الدفع التي يقوم بها، والعنوان الذي يختاره لشحن المنتجات، إضافة إلى العنوان الخاص بالفواتير
تقسم المحافظ الإلكترونية إلى ثلاث مجموعات :
- البرامج (غالبية المحافظ من هذا النوع واستخدامها أكثر ملائمة).
- الأجهزة (هي البديل الأكثر أماناً عن محافظ البرامج).
- المحافظ الورقية (تتكون من محفظة مطبوعة على قطعة من الورق، لكن استخدامها بات قديماً ولا يمكن اليوم الاعتماد عليه)
ويمكن الإشارة أليها أيضاً باسم (المحافظ الباردة والمحافظ الساخنة) اعتماداً على آليات عملها.
الأنواع الخمسة للمحفظة الإلكترونية :
- المحفظة المكتبية: يتم قبول التعامل من هذه المحفظة الإلكترونية فقط عبر الحاسب الذي تم تنصيب المحفظة عليه، وهي تؤمن حماية وافية للبيانات، وأكبر مخاطرها تعرض الحاسب للاختراق أو لدخول فيروس إلى المحفظة مما قد يؤدي إلى خسارة كل شيء فيها.
- محفظة معدات أو أجهزة: تشبه النوع السابق، ولكنها تعتمد على وجودها بشكل محمي ومغلق داخل جهاز تخزين مثل أجهزة USB أو جهاز مشابه.
- الإنترنت الرقمية: تعتمد على تقنية تخزين سحابية، ومن أكبر فوائد هذه المحفظة الإلكترونية القدرة على دخولها واستخدامها من أي جهاز وفي أي مكان طالما أن الحساب الخاص بها، ومن أكبر عيوبها افتقادها للأمان كون مالكها يعيش في قلق دائم من تعرض الخدمة السحابية للهجوم أو الاختراق.
- الهواتف الرقمية: يعمل هذا النوع من المحفظة الإلكترونية كتطبيق في الهواتف الذكية، وأبرز فوائدها وجود دعم لها من قبل متاجر عديدة.
- المحفظة الورقية : يقدم هذا النوع نسبة عالية من الأمان والحماية، لكن إمكانية استخدامه تبقى أصعب من الأنواع الأخرى.
ما هو المفتاح الخاص ؟
تتضمن المحفظة الإلكترونية معرفاً أبجدياً رقمياً يتم إنشاؤه استناداً إلى المفاتيح العامة والخاصة، وهو بمثابة موقع محدد على البلوك شين يمكن إرسال العملات إليه، بمعنى أنه يمكنك مشاركة عنوانك مع الآخرين لتلقي الأموال ولكن يجب ألا تكشف مطلقاً عن المفتاح الخاص لأي كان.
يتيح المفتاح الخاص إمكانية الوصول إلى عملاتك الرقمية بغض النظر عن المحفظة التي تستخدمها، لذلك إذا تعرض جهازك الخليوي أو كومبيوترك المحمول للاختراق، لا يزال بإمكانك الوصول إلى أموالك من جهاز آخر طالما كان لديك المفتاح الخاص المقابل (أو الـSeed Phrase) .. والعملات لا يتم تركها في البلوك شين بل يتم نقلها من عنوان إلى آخر
هل تحفظ المحفظة الإلكترونية النقود فقط؟
تخزن المحفظة الإلكترونية معلومات الشحن والفواتير وجميع أسماء المستهلكين والمدينة واسم الشارع والولاية بالإضافة إلى ذلك بإمكان معظمها أن يحمل أسماء وأرقام البطاقات الائتمانية، وأيضاً تحمل نقداً إلكترونياً من خلال الموردين مثل e-cash.