في الماضي القريب كان الحديث عن ايجاد بديل للعقل البشري و استخدامه في الآلات, أو على الأقل تدريب الآلات للقيام بأعمال تعيض عن وجود الإنسان, يقابل إما بالاستخفاف من قبل غير المختصين أو في الجانب الآخر كان من يتهم هذا الكلام بالجنون و أن هذا الأمر لا يتعدى أن يكون سوى ضرب من ضروب الخيال العلمي. و مع مرور الوقت و ما شهدته التقنية من ثورة كبيرة وما سمي بالثورة الصناعية الرابعة اصبحت تلك الاقوال  في الماضي لا قيمة لها امام ما نشهده الآن وما سنشهد عليه في المستقبل القريب الذي سيعتمد على ما يسمى الذكاء الاصطناعي في مجالات عدة و التي من شأنها أن تغير نمط حياتنا وعملنا وعلاقاتنا الاجتماعية بشكل كامل.

 ? ما هو الذكاء الاصطناعي (AI)

يعرف على أنه فرع من فروع علم الحاسوب، وهو عبارة عن سلوك وخصائص معينة تتبعهاالبرامج الحاسوبية بحيث تصبح قادرة على محاكاة القدرات الذهنية الخاصة بالبشر في أنماط عملها المختلفة، وأهم هذه القدرات هي قدرة الآلة على التعلم والاستنتاج واتخاذ القرارات، بالإضافة إلى القيام بالعديد من ردود الأفعال.
ما العوامل الدافعة لاعتماد الذكاء الاصطناعي؟
هنالك ثلاثة عوامل تدفعنا الى تطوير الذكاء الاصطناعي:
 توفر إمكانية الحوسبة عالية الأداء بسهولة وبأسعار معقولة.
 توفر تقنية الذكاء الاصطناعي التطبيقي ميزة تنافسية.
 وجود كميات كبيرة من البيانات المتاحة للتعلم.
أين يستخدم الذكاء الاصطناعي؟
يدخل  في العديد من التطبيقات و بصراحة يمكننا القول أنها غير محدودة , مثل الروبوتات
على مختلف مجالات عملها و التي غزت مجالات كثيرة جدا( الطب, الصناعة, التعليم ….الخ), المركبات الذاتية
القيادة, الطائرات بدون طيار, المحاكاة (Simulation) و التي طورت كثيرا الحاسوب و المثال الصريح عليه
هي العاب الفيديو و التطور الكبير الذي شهدته و أصبحت من خلاله أكثر واقعية, و ساعد الذكاء الاصطناعي في
تطوير التطبيقات المساعدة على تعليم اللغات المختلفة, مثل تطبيق سيري(Siri) الشهير و الذي يقوم بالرد على
الاسئلة.
منصة Google , Facebook , Amazon و الكثير الكثير من المنصات العالمية في يومنا هذا تعتمد على
الذكاء الاصطناعي.

مخاوف الذكاء الاصطناعي:

الخوف من القضاء على الجنس البشري؟؟؟؟، و التي شاهدنا أفلاما كثيرة تحاكي هذا الأمر مثل (Wall-E, Ex
Machina, Her, The Matrix, A Space Odyssey, The Terminator) بالإضافة الى تصريحات من
قبل علماء و أشخاص ذوو سمعة كبيرة على مستوى العالم ومن الأمثلة على ذلك إشارة عالم الفيزياء الشهير
ستيفن هوكينغ إلى أن تطوير ذكاء اصطناعي كامل قد يسبب فناء الجنس البشري، كما حذر من قدرة هذه الآلات
على إعادة تصميم نفسها ذاتيا على المدى البعيد، ومثال على ذلك أيضاً تصريح بيل غيتس رئيس شركة
مايكروسوفت عن رغبته في بقاء الروبوتات غبية إلى حدٍ ما.
الإمارات الأكثر استعدادا للمستقبل, جملة قالها تانماي باكشي أصغر خبير ذكاء اصطناعي في العالم وعضو
فريق "آي بي إم" للذكاء الاصطناعي , هذا الكلام لم يأتي من فراغ وانما استند اليه هذا الخبير الى ما حققته و
انجزته دولة وما تصبو اليه في المستقبل, من خلال الخطط و الاستراتيجيات الموضوعة أمام كافة المسؤولين
لتنفيذ هذه الرؤى.
استراتيجية الامارات في تطوير هذا المجال:
بادرت حكومة الامارات في العام 2017 الى اطلاق مبادرة جديدة ترمي الى ما بعد الحكومة الذكية كي تكون
الامارات دائما في الريادة على مستوى العالم, من خلال استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، وتعيين
أول وزير للذكاء الاصطناعي في العالم.
و تعد أهم دوافع دولة الامارات العربية المتحدة للتوجه نحوهذا المجال و تطبيقه في معظم المجالات الى
ما يلي:
 ترسيخ مكانة الدولة كوجهة للذكاء الاصطناعي
 زيادة تنافسية  هذا القطاع  في الدولة
 اعتماده في مجال خدمات المتعاملين و تحسين مستوى المعيشة و اداء الحكومة.
 استقطاب المواهب عبر العالم و تدريبها على الوظائف المستقبلية.
 استقطاب القدرات البحثية العالمية.
 تطوير منظومة ابتكارية خصبة للذكاء الاصطناعي في دولة الامارات
 توفير البيانات و البنية التحتية الداعمة لاختبار الذكاء الاصطناعي.
 ضمان الحكومة و التنظيم الامثل للذكاء الاصطناعي.
أهم انجازات الدولة في هذا الشأن:
 وزير دولة للذكاء الاصطناعي الأول بالعالم.
 إطلاق " جائزة الإمارات للروبوتات لخدمة الإنسان".
 اطلقت الامارات بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" مشروع بروتوكول الذكاء
الاصطناعي, ويتبنى البروتوكول سن تشريعات تضمن تحقيق الخير لشعوب العالم، والتي تنعكس

تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل إيجابي عليها، وتدعمها في مواجهة التحديات والمتغيرات المتسارعة
التي يشهدها العالم.
 تشكيل مجلس الذكاء الاصطناعي و الروبوتات مع المنتدى الاقتصادي العالمي.
 تأسيس "جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي"، أول جامعة للدراسات العليا المتخصصة ببحوث
الذكاء الاصطناعي, وتهدف الجامعة إلى تمكين الطلبة والشركات والحكومات من تطوير تطبيقات
الذكاء الاصطناعي وتسخيرها في خدمة البشرية.
 سوق أبوظبي العالمي "الذكاء الاصطناعي في التمويل" و الذي يهدف الى تغيير خارطة القطاع المالي
للتوافق مع التغييرات التي تطرأ عليه نتيجة للذكاء الاصطناعي.
صديقي القارئ يمكنك أن تتوقع أنه و بعد قراءتك للمقال أن تكون الامارات قد أنجزت شيئا جديدا في هذا المجال
ففي كل يوم نصبح على شيء جديد في هذه الدولة الطموحة و الشغوفة و التي وضعت نصب اعينها و سخرت
مواردها وسياساتها كي تكون الأذكى و الأكثر سعادة على مستوى العالم و تقوم بتصدير تجربتها الى جميع دول
العالم, فنحن اليوم نعيش في فترة استثنائية غير مسبوقة من التاريخ ، إذ أصبح لدينا ولأول مرة على الإطلاق
حلولاً حقيقية لمعالجة بعض من أكبر المشاكل حول العالم ، ولقد حان الوقت لجعل الذكاء الاصطناعي يأخذ دورا
رياديا في خدمة الإنسانية.